دراسة علمية في الجامعة تؤكد ضرورة إجراء اختبار جديد "للمادة الوراثية" للحيوانات المنوية للتأكد من نجاح تقنية أطفال الأنابيب

 

 

                

 

أكدت دراسة علمية حديثة، أعدها باحثون من كلية العلوم، ونشرت في المجلة الأردنية للعلوم الحياتية الصادرة عن عمادة البحث العلمي والدراسات العليا، على ضرورة استخدام طريقة جديدة لاختبار مدى صلاحية المادة الوراثية للحيوانات المنوية للرجال العقيمين للتأكد من القدرة على الإنجاب عن طريق تقنية المساعدة على الحمل خارج الجسم(أطفال الأنابيب)، وذلك بعد إجراء الاختبار التقليدي للسائل المنوي الذي يشتمل على اختبارات: حجم السائل المنوي، ودرجة حموضته، وعدد الحيوانات المنوية، وشكلها، وحركتها، ودعت الدراسة إلى عدم اعتماد الاختبار التقليدي الأساس الوحيد لتصنيف الرجال لعقيمين وغير عقيمين، مطالبةً بإجراء اختبار المادة الوراثية للحيوانات المنوية، واعتباره المرجع لاختيار الحيوان المنوي المناسب "الجيد" من أجل نجاح عملية الحقن المجهري داخل الغشاء البلازمي للبويضة؛ أو ما يعرف بتقنية أطفال الأنابيب، كاختبار أساسي لتحديد القدرة على الإنجاب من خلال تقنية أطفال الأنابيب، وتشير الدراسة إلى أن اختبار المادة الوراثية يبين درجة تماسك المادة الوراثية أو تكسرها والتي تؤدي بالتالي إلى نجاح عمليات إخصاب البويضة، وانقسام الخلايا، وتشكل الحمل.

 وتكون فريق البحث من الدكتورة لبنى تهتموني الأستاذ المساعد في قسم العلوم الحياتية والتكنولوجيا الحياتية، والدكتور علي الكرمي الأستاذ في قسم العلوم الحياتية والتكنولوجيا الحيوية، وطالبتا الدراسات العليا في العلوم الحياتية: رانيا وهدان، ورندة بوادي.

 

وذكرت الدكتورة تهتموني الباحثة الرئيسية في الدراسة بأن الحيوان المنوي يساهم بنصف عدد كروموسومات الجنين، ولإنجاح عملية الإخصاب وتكوين الجنين فإنه يتوجب أن تكون المادة الوراثية للحيوان المنوي متماسكة وليست متكسرة، وأضافت بأن اهتمام العلماء  في المادة الوراثية للحيوان المنوي قد زاد بسبب التقدم العلمي لتقنيات المساعدة على الحمل وبخاصة تقنية حقن الحيوان المنوي في سيتوبلازم البويضة ( ICSI ).

 

وكشفت الدراسة أن فحص المادة الوراثية للحيوان المنوي يجب أن يدرج كفحص روتيني للسائل المنوي للتأكد من إمكانية الإنجاب أو العقم، حيث أن المادة الوراثية للحيوان المنوي والبويضة هي العامل الأساسي الذي يحدد نجاح عملية الحمل خارج الجسم (أطفال الأنابيب). وأظهرت نتائج الدراسة بأنه كلما زاد نسبة تكسر المادة الوراثية للحيوانات المنوية نقصت نسبة الأجنة ذات النوعية الجيدة من النوع الأول والثاني، والتي يتم إخصابها خارج الجسم وانقسامها ثم إعادتها لرحم الأم لتتم عملية الحمل عبر تقنية أطفال الأنابيب بنجاح.

 

وذكرت الدكتورة تهتموني بأن الدراسة شملت (84) رجل يعانون من مشاكل العقم، ومر عام وأكثر على زواجهم بدون إنجاب، ويراجعون وحدة الإخصاب في مستشفى فرح ويرغبون بالإنجاب عبر تقنية أطفال الأنابيب، وكان سبب العقم لديهم يعزى للرجل أو غير مفسر، وأظهر التحليل التقليدي للسائل المنوي بأن (40) شخص غير عقيم، و(44) شخص عقيم، ثم تم إجراء تحليل المادة الوراثية للحيوانات المنوية باستخدام طريقة الأكردين البرتقالي، وربط النتائج مع مخرجات عملية الإخصاب خارج الجسم (أطفال الأنابيب) والتي يشمل عمليات: الإخصاب وانقسام الخلايا والحمل.

 

ومن الجدير بالذكر بأن دراسة سابقة للدكتورة تهتموني أظهرت بأن (35%)  من حالات العقم في الأردن تعزى لحالات مرضية عند الأزواج الذكور، وأن حوالي(25%) من حالات العقم في الأردن سببها حالة مرضية عند الزوجة فقط، مقابل (26%) من الحالات ترتبط بعامل ذكوري وأنثوي مشترك في حين أن حوالي (14%) من الحالات ظلت دون تفسير .